ألغى الرئيس المصري أنور السادات في مثل هذا اليوم من عام 1976 معاهدة الصداقة والتعاون المصرية السوفيتية.
خطب السادات في ذلك اليوم في مجلس الشعب خطاباً مطولاً استمر ثلاث ساعات قال فيه بأن الأمل في إقناع السوفييت بمد مصر بالأسلحة وجدولة ديونها المليارية للاتحاد السوفيتي قد تبخر.
ورغم أنه اعترف في خطابه بأن هذه الخطوة ستحول الترسانة المصرية التي تكون الأسلحة السوفيتية 90% منها إلى خردة، خلال أقل من سنتين، إلا أنه وصف الخطوة بأنها تندرج ضمن سياسة مصر الواقعية.

لم يكن قرار السادات الذي صدر في مثل هذا اليوم من عام 1976 مفاجئا للمراقبين لأنه جاء بعد تقارب واضح مع الإدارة الأميريكية ممثلة بوزير خارجيتها هنري كيسنجر بعيد حرب عام 1973 وسلسلة من الإجراءات التي سعت لإبعاد مصر عن المعسكر الشرقي السوفييتي.
وكان السادات قد بدأ بقيادة مصر في اتجاه جديد نحو الغرب في أوائل السبعينات عندما طرد الخبراء السوفيت عام 1972 معللا ذلك بأن الاتحاد السوفيتي لا يقدم الدعم اللازم لمصر بما يلائم ظروف المنطقة في ذلك الوقت.
وفهم العرب والعالم يومها بأن السادات قد بدأ يتجه غرباً وأنه بدأ يبحث عن علاقات جديدة في الغرب وأضيف منذ ذلك الحين مصطلحا جديدا للقاموس السياسي العربي “سياسة الانفتاح”.
وما هي إلا سنة ونيّف حتى فجّر السادات قنبلته التي غيرت وجه العالم العربي وعبّر عن رغبته في عقد اتفاق سلام مع إسرائيل وفي تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977 أصبح أول رئيس عربي يزور إسرائيل ويصافح قادتها ويخاطب كنيسها.