الأحد, يوليو 27, 2025
Google search engine

هتلر يحتل بوهيميا

15 آذار/مارس 1938

الجيش الألماني عبر الحدود التشيكية في الخامس عشر من آذار/مارس عام 1939 ورفرفت الرايات النازية فوق مقاطعتي بوهيميا ومورافيا التشيكيتين ليبدأ العد التنازلي للحرب العالمية الثانية.

هدد الألمان الرئيس التشيكي بمسح براغ من الخريطة إذا قاوم الجيش التشيكي القوات الألمانية، وكانت تشيكوسلوفاكيا أول بلد لا يتكلم الألمانية تغزوه القوات الألمانية وبهذا الغزو ضرب هتلر بعرض الحائط معاهدة ميونيخ التي توصل إليها مع زعماء القوى الأوروبية الكبرى الأربعة في أيلول/سبتمبر 1938.

وبعد نجاح هتلر في ضم النمسا لم يخفِ رغبته في ضم تشيكوسلوفاكيا وكان يجاهر بضرورة عودة الثلاثة ملايين ألماني الذين يعيشون في إقليم سوديتلاند التشيكي للالتحام بوطنهم الأم ألمانيا، وشعرت تشيكوسلوفاكيا عندها بخطر المارد الألماني، ولم يكن أمامها من بصيص أمل سوى الحلف الذي يربطها بفرنسا والاتحاد السوفيتي.

هتلر في العاصمة براغ بعد غزوه تشكوسلوفاكيا

إلا أن فرنسا و بريطانيا لم يكونا في وضع يؤهلهما للحرب البتة، فعُرض على هتلر بأن يتم ضم أي إقليم يزيد تعداد الألمان فيه عن 50 % إلى ألمانيا، و لكنه رفض العرض و طالب باحتلال عسكري كامل ، الأمر الذي رفضته تشيكوسلوفاكيا و أعلنت على أثرها التعبئة العامة ، بينما أعلنت فرنسا عن تعبئة جزئية لقواتها.

طار رئيس الوزراء البريطاني نيفل تشامبرلين إلى ميونيخ في محاولة أخيرة لنزع فتيل حرب جديدة في أوروبا التي لم تكن قد نست بعد مآسي الحرب العالمية الأولى وعُقد اجتماع رباعي ضم هتلر وحليفه الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني ورئيس الوزراء الفرنسي أدوارد دالاديه.

قدم موسوليني خطة مكتوبة تضمنت اقتراحا بأن تحتل ألمانيا عسكريا إقليم سوديتلاند ثم يحال الموضوع إلى هيئة دولية. نقلت فرنسا وبريطانيا اللتين قدمتا إلى ميونيخ بدون أي نية للحرب الاقتراح لتشيكوسلوفاكيا مع توصية بقبول الاقتراح الألماني أو أن تواجه ألمانيا بمفردها.

خضعت تشيكوسلوفاكيا وطار تشامبرلين ودالاديه عائدين إلى بلادهما و هما مزهوين بما تحقق وقال تشامبرلين للجموع التي استقبلته “حققنا سلاما مشرفا و اعتقد بأننا سنعيش زمن السلام”.

لكن الرايات التي رفرفت فوق الأراضي التشيكية في مثل هذا اليوم من عام 1939 أثبتت قصر نظر تشامبرلين و دالاديه وقراءتهما الخاطئة للأحداث، أما هتلر الذي نجح في فرض إرادته على أوروبا فقد مضى قدما في التحضير للحرب التي اندلعت في سبتمبر من العام 1939 بعد احتلاله لبولندا.

جدير بالذكر أنه في عام 1940 ترشحت معلومات أثبتت أن الخطة التي تقدم بها موسوليني في الاجتماع الرباعي كانت قد طبخت في أروقة وزارة الخارجية الألمانية، الأمر الذي رسخ قناعة لدى القوى الأوروبية أنها تواجه أكثر من مارد في وقت واحد.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات