معركة من أشرس معارك الحرب الإيرانية-العراقية وضعت أوزارها في مثل هذا اليوم الثامن عشر من آذار/مارس 1985 بعد مواجهة طاحنة استمرت لسبعة أيام متتالية وصلت لحد القتال بالسلاح الأبيض بين الجنود العراقيين والإيرانيين.
بدأت معركة هور الحويزة بعد أن شنت القوات الإيرانية هجوما استهدف عزل مدينة البصرة في أقصى جنوب العراق عن العاصمة بغداد ومن ثم احتلالها وسلب العراق منفذه الوحيد والضيق أصلا على البحر.
نجح الإيرانيون في البداية للوصول إلى الطريق السريع الذي يربط البصرة ببغداد، وسيطروا عليه لسويعات قبل أن يتمكن الجيش العراقي من شن هجوم مضاد ودفع القوات الإيرانية إلى ما خلف الحدود، لكن الأخيرة ظلت تعيد الكرة مرة بعد مرة واستمر القتال لستة أيام سقط خلالها أعداد كبيرة من الضحايا على الجانبين من العسكريين والمدنيين.
وتميزت هذه المعركة بأنها استنفرت جميع الصنوف القتالية للجيش العراقي ولم يبق صنفا بريا أو جويا أو بحريا إلا وشارك في المعركة بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أثبت الجيش العراقي حينها أن تكتيكاته الدفاعية كانت فعالة جدا في مواجهة الهجمات الإيرانية المتطورة وطويلة النفس.
تبادل الجانبان العراقي والإيراني الاتهامات وقال كل من الطرفين بأنه تصرف كرد فعل ودفاعا عن النفس، وأعلن آية الله الخميني أن مدن كربلاء والنجف والكاظمية وسامرّاء العراقية أصبحت أهدافاً عسكرية لإيران، بل إن الهجمات بدأت فعلاً في هذا الوقت وأكد مسؤولون إيرانيون أن هذه الحرب ستستمر حتى نهايتها ولو استغرق ذلك 20 عاماً وأن الخسائر في الأرواح لاتهم.
وفي مثل هذا اليوم الذي انتهت فيه معركة الحويزة أطلق الرئيس العراقي صدام حسين أثناء زيارته لموقع المعركة لتفقد وحدات الجيش العراقي، دعوة جديدة لوقف الحرب الضروس إلا أن الرد الإيراني كان مشابها لجميع المبادرات المماثلة في الماضي وهو الرفض.
وأعلن المسؤولون في ايران بأن ما أسموه “الحرب المقدسة” ستستمر حتى تنجز هدفها بإسقاط النظام العراقي وعلى رأسه الرئيس العراقي صدام حسين.
عرفت المعركة اصطلاحا باسم “معركة هور الحويزة” ولكن العراقيون أطلقوا عليها اسم “تاج المعارك” لأن الجيش العراقي استطاع أن يحقق نجاحات وانتصارات بأقل الخسائر بالإضافة إلى أن المعركة أبرزت إمكانيات التنسيق العالي والناجح بين أسلحة وصنوف الجيش العراقي.
استمرت الحرب الإيرانية العراقية لمدة ثماني سنوات بالتمام والكمال حيث اندلعت في أيلول/سبتمبر 1980 ووضعت أوزارها في آب/أغسطس 1988 واعتبرت من أطول حروب القرن العشرين بعد حرب فيتنام.
