شهدت القواعد الأمريكية في الفلبين في التاسع عشر من مارس عام 1986 أضراب أكثر من عشرين ألف عامل فلبيني احتجاجاً على الاستقطاعات العالية من رواتبهم ورافق ذلك التطور مطالبات بإغلاق تلك القواعد التي اعتبرتها تيارات فلبينية نوعا من الاحتلال الأجنبي.
اقتحم المضربون البوابات الثلاث للقاعدة العسكرية ووقع صدام سقط فيه تسعة أمريكيين جرحى بينما جرح عدد كبير من المضربين أثناء اشتباكهم مع المرابطين في القاعدة، وتفاقم الوضع مع رفض اتحاد العمال الفلبينيين التفاوض مع المسئولين الأمريكيين عن القاعدة.
تسببت الأحداث بمشكلة رئيسية لحكومة الرئيسة المنتخبة حديثاً كورازون أكينو والتي وعدت كثيراً خلال حملتها الانتخابية بتحقيق الاستقرار والدفاع عن حقوق العمال الفلبينيين ورفع الظلم عنهم من وتثبيت أجورهم.
يعتبر الوجود الأمريكي في الفلبين من المواقع العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة خارج أراضيها، فالقاعدة الجوية في جزيرة لوزون في الأرخبيل الفلبيني بدأت بمعسكر أمريكي بعد نهاية الحرب الإسبانية الأمريكية وحملت أسم أحد الطيارين في الحرب العالمية الأولى الميجور هارولد كلارك.
بعد ذلك، تحوّلت القواعد في الفيليبين إلى نقطة الإمداد الرئيسية والاستراتيجية في آسيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولطالما غذى وجودها احتجاجات متواصلة قام بها الوطنيون المعارضون للوجود العسكري الأمريكي على أراضيهم والذي يعتبرونه نوعاً من أنواع الاحتلال الأجنبي.
ورغم أن قيادة القاعدة الأميركية وافقت على التفاوض مع الحكومة الفلبينية حول مطالب العمال، إلا أن الطبيعة كان لها رأي آخر فقد ثار بركان جبل بيناتوبو في عام 1991 وألقى برماده البركاني على القاعدة وسبب دمارا كبيرا وانسحب الأمريكيون من المفاوضات و أهدوا القاعدة إلى الحكومة الفلبينية.
