بعد ثلاثين سنة من الصراع وأربعة حروب شاملة ، وقعت مصر و إسرائيل في السادس و العشرين من مارس عام 1979 اتفاقية الصلح المصرية الإسرائيلية في باحة البيت الأبيض و بحضور الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
قال كارتر “لقد جاء السلام وربحنا اخيرا الخطوة الأولى على طريق طويل وصعب”.
بنيت بنود الاتفاقية على الأسس التي قامت عليها اتفاقية كامب ديفيد أول اتفاقية لإسرائيل في تاريخها القصير مع دولة عربية وكانت هذه الاتفاقية تعرف بإطار عمل السلام بين مصر وإسرائيل.
نصت الاتفاقيات على:
– انسحاب إسرائيل من سيناء ومن كامل الأراضي المصرية المحتلة خلال ثلاث سنوات بعد التوقيع
– ضمان مرور السفن الإسرائيلية عبر قناة السويس
– أن تعمل إسرائيل على منح الفلسطينيين نوعا من الحكم الذاتي على أراضي الضفة الغربية و غزة و أن تنسحب من هذه الأراضي بالتدريج و على مدى ثلاث سنوات.

انتهت حالة الحرب بين مصر وإسرائيل تماما بتوقيع معاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية في مثل هذا اليوم من عام 1978 و تأسست بين البلدين علاقات جديدة ظنّ الكثيرون أنها ستكون فاتحة لاندماج إسرائيل في المنطقة.
لكن عاصفة سياسية كبرى هبت في العالم العربي وصلت حتى أسوار البيت الأبيض من خلال المتظاهرين الذين وصفوا السادات بالخائن ثم تحولت تلك العاصفة إلى قرارات ومواقف رسمية متشددة اعتبرت بنود المعاهدة بمثابة بيع للفلسطينيين و تنازل عن كل الحقوق العربية.
ومن نتائج الإعصار السياسي الذي هبّ بوجه السادات استقالة العديد من المسؤولين المصريين احتجاجا على مساعيه ومن أبرزهم وزير خارجيته اسماعيل فهمي ثم خلفه محمد رياض لسويعات واستقال ثم محمد ابراهيم كامل الذي استقال قبل يوم من توقيع الاتفاقية.
وعلى الصعيد العربي قاد العراق وقتها حملة لمعاقبة نظام السادات وإقصاءه من الجامعة العربية ونقل مقرها إلى تونس وقال نائب الرئيس العراقي وقتها مهدداً من يتعاون من السادات من القادة العرب “سأدخل عليكم في غرف نومكم”.
لكن كل تلك المواقف والتي وصل بعضها إلى حد التهديد بتصفية الرئيس المصري أنور السادات لم تمنع السادات من مواصلة النهج الذي سار عليه بتصميم وإصرار لا يزال محل استغراب الكثيرين.
جدير بالذكر أن اتفاقيات السلام التي وقعتها مصر -وبعدها دول عربية أخرى- مع إسرائيل، لم تحفز الأخيرة على إعادة صياغة سياساتها في المنطقة وخاصة ما يتعلق بالقدس التي أصر المفاوض الإسرائيلي مناحيم بيغن أن تبقى موحدة وجزءا إسرائيل رغم كل البنود المبهمة المتعلقة بها في اتفاقية الصلح المصرية الإسرائيلية.