القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وعاصمة الدولة العثمانية.. تحوّل اسمها في الثامن والعشرين من مارس من عام 1930 الى اسطنبول بعد أن تقرر نقل العاصمة التركية منها بعد مجيء كمال أتاتورك إلى مدينة أنقرة.
جاءت الخطوة بعد صدور قانون الخدمة البريدية التركية وطلبت السلطات التركية من جميع دول العالم بصفة رسمية، أن يطلقوا على المدينة اسمًا متداولاً لها منذ القرن العاشر وهو “إسطنبول” ليكون الاسم الرسمي الوحيد للمدينة في جميع لغات العالم.
بنى الامبراطور البيزنطي قسطنطين الأول المدينة ومن اسمه اشتق اسم “القسطنطينية” عندما جعلها العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية التي أصبحت أحد أهم الحواضر في التاريخ البشري.
وعلى مدى قرون كانت المدينة شاهداً على تقلبات وأمجاد وسقطات امبراطورية عدت في وقت من الأوقات قوة عظمى ثم بدأت بالأفول حتى أصبحت تلك الامبراطورية قاصرة تقريباً على المدينة وضواحيها.

حاولت الكثير من القوى احتلال المدينة على مدى التاريخ، ولكن لم ينجح من تلك الحملات سوى ثلاث: جيش الحملة الصليبية الرابعة عام 1204 وميخائيل الثامن عام 1261 والسلطان محمد الفاتح عام 1435.
شُيدت المدينة على سبعة تلال تطل على مضائق البوسفور، وتلقب كما روما القديمة “مدينة التلال السبعة” وأُقيم حولها ثلاثة خطوط من الحصون الدفاعية وكانت أكبر مدينة في أوروبا في العصور الوسطى وقلعة منيعة تضم مجموعة كبيرة من القصور الفخمة والقباب المذهبة والأبراج.
ضرب محمد الفاتح حصاره حول المدينة ومهد له بحصار بحري وبري متقن، وكان يهدف من فتح المدينة ربط شطري دولته في المشرق والمغرب وقد نجح في ذلك بعد اقتحام أسوار المدينة المنيعة في مثل هذا اليوم من عام 1453.
شهدت المدينة بعد الفتح ازدهارا ملحوظا وأصبحت مركزاً تجارياً وسياسياً له أهمية استراتيجية إقليميًا ودولياً وفي أزهى عصورها في القرن العاشر بلغ عدد سكانها مليون نسمة.
من أشهر معالم المدينة الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد ومسجد آيا صوفيا الذي كان من أشهر معالم المدينة منذ ما قبل الفتح عندما كانت كنيسة سميت باسم القديسة صوفيا.
حولها الأتراك الفاتحون إلى مسجد ثم حولها مصطفى أتاتورك بعد توليه السلطة إلى متحف للفنون البيزنطية عام 1931، ثم أعادتها الحكومة التركية لتكون مسجداً جامعاً في صيف عام 2020 وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 17 تموز/يوليو 2020.
يعتبر الجامع متحفاً وكنزاً أثريا يحتوي على ثروات لا يكاد يتصورها العقل من الكنوز الثمينة في مجالات الفنون والآداب رغم أن المعلم شهد حملات تخريب متعمدة عبر التاريخ كان آخرها سنة 1204 أثناء الحملة الصليبية الرابعة.
وقد كانت القسطنطينية على الدوام عنصراً رئيسياً في المشهد السياسي الإقليمي والدولي ورغم انتقال العاصمة السياسية منها إلى أنقرة بعد انتهاء الدولة العثمانية إلا أنها ظلت عالمية تشمخ بعمائرها الإسلامية من مساجد ومدارس وأضرحة.
من أشهر مساجدها إلى جانب الجامع الأزرق، المسجد السليماني وهو أجمل وأفخم مساجد اسطنبول والذي شُيّد في عهد السلطان سليمان القانوني ومسجد أيوب سلطان الذي كان أول مسجد يشيده المسلمون بعد فتحهم للمدينة.
تحتل المدينة اليوم المركز التاسع ضمن أهم الوجهات السياحية في العالم ويزورها حوالي 15 مليون سائح سنويا.