في مثل هذا اليوم الثاني عشر من نيسان/أبريل عام 1961 وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي للعاصمة السوفيتية موسكو، قطعت الإذاعة برامجها لتعلن أن الاتحاد السوفيتي وضع أحد أبنائه في الفضاء في أول رحلة فضائية في تاريخ البشرية .
كان ذاك الابن هو رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين الذي انطلق على متن مركبة الفضاء فوستوك – 1 من مركز تيوراتام الفضائي في الجمهورية السوفيتية كازاخستان وحلقت المركبة في مدار حول الأرض بسرعة 28 ألف كيلو متر في الساعة.

وبعد 108 دقائق عادت المركبة الفضائية إلى الأرض بواسطة الصواريخ الخلفية التي وُضعت على ظهر المركبة التي استدارت على نفسها أوتوماتيكياً ودخلت المجال الجوي للأرض ومن ثم قذفت رائد الفضاء غاغارين خارجها ليهبط بالمظلة ويحط في حقل بالقرب من قرية سميلوفاكا وسط دهشة المزارعين العاملين في المنطقة.
وقبل انطلاق الرحلة قُيّد غاغارين بطاولة معدة لذلك الغرض ولم يفعل الكثير لتحريك المركبة ومع انطلاق الرحلة بدأ العلماء في المحطة الأرضية في تسجيل القراءات التي ترسلها الأجهزة المثبتة داخل المركبة حيث رصدت كاميرات تلفزيونية استجاباته لضغوط الطيران خارج الجاذبية الأرضية.
كما نقلت أجهزة التسجيل التعليقات التي كان يطلقها غاغارين بين الحين والآخر مثل قوله “إن السماء تبدو مظلمة جداً والأرض ضاربة في الزرقة” وبعد عودته وفي معرض رده على سؤال لرئيس الوزراء نيكيتا خروشيف قال “لقد رأيت بحاراً و جبالاً ومدناً كبيرة وغابات وأنهاراً”.
وقد أثبتت الفحوصات التي أجريت على رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين ساعة عودته إلى الأرض أن التعرض لوقت طويل لعدم الجاذبية والذي تستحيل تجربته على الأرض لا يسبب أذى فورياً..
قال غاغارين عن الرحلة أنها فتحت الطريق نحو “عوالم جديدة”.
غدا غاغارين بعد عودته من الفضاء رمزا وطنيا وبطلا شعبيا ولاقى احتفاءا واهتماما حكوميا وشعبيا ووضعت صوره على العملات والطوابع والبنايات ونشرت صوره في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام السوفيتية ونظيراتها في بلدان الكتلة الشرقية التي كانت تدور في فلك موسكو.