كان الخامس عشر من نيسان/أبريل عام 1997 يوماً حزيناً في ربوع أول بيت وضع للناس، حيث عكّر أجواء الحج لذلك العام حادثا مأساويا ذهب ضحيته مئات الحجاج بين قتيل وجريح، ففي ِمنى وقع حريق هائل التهم أكثر من 70 ألف خيمة لإيواء الحجاج.
سقط الضحايا بالجملة إما بسبب ألسنة اللهب و الدخان أو التدافع الذي نجم عن حالة الفزع الشديد التي انتابت الحجاج وقال شهود عيان إن الحريق الضخم الذي اندلع في الساعة الثانية عشر ظهراً فوق مساحة تزيد على 25 كيلومتراً مربعاً ، أدى إلى سلسلة من الانفجارات في إسطوانات الغاز و سخانات الماء التي تعمل بالغاز في المخيمات كما أدى الى حالة من الارتباك والهلع الشديدين.

ومما زاد في صعوبة الوضع هبوب الرياح التي بلغت سرعتها ستة وثلاثين كيلومتراً في الساعة وساهمت في تأجيج الحريق وانتشاره بسرعة كبيرة وسط مخيمات الحجاج وخاصة الهنود والباكستانيين والماليزيين حيث شوهدت أعمدة الدخان الأسود الكثيف من على بعد عدة كيلومترات.
ورغم أن قوات الدفاع المدني حشدت وبسرعة كل فرقها وآلياتها وأرسلت مروحيات رش للسيطرة على الحريق إلا أن الأمر استغرق أربع ساعات كاملة ونتج عن الحريق فقدان 343 حاج لحياتهم وإصابة نحو ألف وخمسمائة بجروح وحروق مختلفة.
وُضعت مستشفيات مكة المكرمة الرئيسية الخمسة في حالة طوارئ لاستقبال الضحايا..وقد أعلنت السلطات السعودية لاحقاً أن الحريق نجم عن إنفجار أسطوانة غاز كان أحد الحجاج يستخدمها وأن الرياح العاتية أسهمت في تأجيج النيران وامتدادها الى الخيام المجاورة.