الأحد, يوليو 27, 2025
Google search engine
الرئيسيةحدث بالأمسأيار-مايوحرب المرافئ اللبنانية

حرب المرافئ اللبنانية

2 أيار/مايو 1990

فصل جديد من فصول الحرب الأهلية اللبنانية الدامية بدأ في مثل هذا اليوم الثاني من أيار/مايو عام 1990 عندما رفع العماد ميشيل عون الرافض لاتفاق الطائف شعاره “البحر للجميع أو لا بحر”.

أطلق هذا التصريح شرارة ما عُرف بحرب المرافئ اللبنانية مع ميليشيات القوات اللبنانية التي كان يقودها الدكتور سمير جعجع حيث تبادل الطرفان المتنافسان العمليات العسكرية للسيطرة على القرار في بيروت الشرقية.

تبادل الطرفان قصف السفن المتجهة إلى المرافئ الخاضعة لسيطرة كل منهما وفرضا حصاراً بحرياً على موانئ شرق بيروت ومنعا دخول السفن إليها وشمل القصف الذي قامت به مدفعية عون الخط الساحلي الممتد من مرفأ بيروت إلى ساحل جبيل.

وأدت تلك التطورات إلى توقف حركة نقل الركاب المسافرين إلى خارج لبنان عن طريق ميناء لارنكا القبرصي، بينما أعلنت القوات اللبنانية احتجازها سفينة متجهة إلى مرفأ أنطلياس وحذرت أصحاب البواخر ووكالات الشحن من الدخول إلى المرافئ التي أسمتها “غير شرعية”.

عون غير نهجه السياسي 180 درجة بعد عودته من المنفى

ومع ارتفاع التوتر بين الجانبين وتعرض المدنيين للاستهداف وسقوط العديد من القتلى أطلق ميشيل عون شعاره “البحر للجميع أو لا بحر” الذي فتح به ملف الحرب البحرية ومعارك المرافئ اللبنانية.

وكانت مؤشرات التوتر قد برزت بين الطرفين عندما تمكن عون من حشد المزيد من الأفراد والآليات وأمر قواته بإطلاق النار باتجاه أي هدف بحري يتحرك قبالة الشاطئ وعلى عمق يقل عن خمسة أميال بحرية.

وكان عون قد استخدم لعبة الحرب البحرية قبل ذلك التاريخ بسنة عندما فرض حصاراً على المرافئ الخاصة بحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي لمنعهما من الحصول على احتياجاتهما من الاسلحة والذخائر.

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب البحرية بين عون وجعجع دارت اشتباكات عنيفة في بيروت الشرقية استخدمت فيها المدافع الثقيلة والدبابات والصواريخ مع إصرار من عون على الحرب حتى تحقيق أهدافه.

كان عون يرفض أي وقف لإطلاق النار ويصر على عدم التوقف عن استخدام السلاح إلا إذا أعلن سمير جعجع صراحة رفضه التام لاتفاق الطائف وتمسكه بعدم تطبيقه قائلاً إنه يفعل ذلك دفاعاً عن الشرعية اللبنانية.

وقد أوقعت المعارك التي دارت بين الطرفين المتقاتلين للسيطرة على قرار بيروت الشرقية على مدى شهر أكثر من 1000 قتيل بالإضافة إلى آلاف الجرحى.

يذكر أن عون في ذلك الفصل من حياته العسكرية والسياسية قاد ما أسماه “حرب التحرير” لإخراج القوات السورية من لبنان وحصل على دعم كبير من حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

إلا أن عون لم ينجح في مسعاه وانتهى به المطاف منفيا في فرنسا التي وصلها في صيف عام 1991 وأسس فيها كيانه السياسي “التيار الوطني الحر” ونجح فيما بعد بلعب دور أساسي في إصدار الكونغرس الأميركي قانون “محاسبة سوريا”.

وبعد انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 عقب اغتيال “الشهيد” رفيق الحريري عاد ميشيل عون إلى لبنان وقام باستدارة سياسية 180 درجة وتحالف مع حزب الله وسوريا.

وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 حقق عون حلم حياته وأصبح رئيسا للبنان لست سنوات انتهت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2022.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات