بدأت في مثل هذا اليوم من عام 1984 حملة لمواجهة خطر التلوث النووي في القنال الإنجليزي بعد حادث اصطدام سفينة فرنسية كانت تحمل إلى الاتحاد السوفيتي وقوداً ذرياً مشعاً وبروز مخاوف من تعرض المنطقة لأكبر كارثة بيئية في تاريخها.
كانت السفينة الفرنسية مونت لويس تحمل ثلاثين حاوية تحتوي على حوالي 450 طنا من المواد مشعة المعروفة باسم يورانيوم هيكسوفلورايد والتي تستخدم في توليد الوقود الذري وصناعة القنابل النووية عندما اصطدمت بعبارة بريطانية كانت تحمل مسافرين وسيارات قبالة السواحل البلجيكية.
حدث الاصطدام في الخامس والعشرين من شهر آب/أغسطس 1984 وبعدها بيومين وفي مثل هذا اليوم بدأت فرق الضفادع البشرية حملة موسعة لرصد أي تسرب نووي نتج عن الاصطدام، وأصدر خبراء بلجيكيون بياناً يطمئن الجمهور.
ولكن من جهة أخرى، أعرب مسؤولون فرنسيون عن قلقهم ووصفوا عملية الانقاذ التي كانت تتم بأنها محفوفة بالمخاطر خاصة إذا ما ساءت ظروف المناخ وأخذ الغاز يتسرب من الحاويات وأكدوا أن احتمال انفجار الحاويات وارد، خاصة إذا ما تسربت إليها المياه وحصلت تفاعلات كيميائية تكون نتيجتها كارثة بيئية تفوق التصور.
وقد أثار الحادث مخاوف سكان بعض المدن والقرى الساحلية في أوروبا مما يحمله لهم المستقبل خاصة وأن شحنات المواد النووية تتم بسرية تامة ولا يعلم الناس عنها إلا إذا حدثت كارثة، وتضامنت معهم منظمات البيئة والسلام الأخضر.
وبينما ارتفعت وتيرة المطالبات الشعبية والحقوقية لضمانات وإجراءات سلامة صارمة للشحنات النووية لتلافي وقوع الكوارث، هدد اتحاد البحارة البريطانيين بمقاطعة أية سفينة تحمل مواد مشعة ما لم تتخذ إجراءات صارمة للسلامة.