انهار في مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من آب/أغسطس من عام 1991 العمود الذي سَند الخيمة التي كان تتفيأ بضلالها الأحزاب الشيوعية في العالم كله، عندما صوّت البرلمان السوفييتي على تعليق كافة نشاطات الحزب الشيوعي في كافة أنحاء البلاد بعد 74 سنة من تأسيسه.
اعتبر التصويت على أنه خطوة سريعة في طريق إنهاء وجود الاتحاد السوفييتي، وتشكل على إثر ذلك مجلس الأمن السوفيتي الجديد وقام مؤتمر نواب الشعب بتجديد كامل أعضاء مجلس السوفييت الأعلى، الأمر الذي يعني من الناحية العملية أن البرلمان قد حلّ نفسه.
واستمرت كرة الثلج تكبر وتكبر وأصدر الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف حزمة قرارات منها إلغاء الهيئات السياسية ومنظومات التوجيه المعنوي داخل القوات المسلحة النظامية وتشمل الجيش والمخابرات ووزارة الداخلية كما ألغى لجنة تنسيق نشاط أجهزة حفظ النظام التابعة له شخصياً.
وفي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر من العام ذاته صدر قرار بحظر الحزب الشيوعي في البلاد، وتبع ذلك مباشرة بدء إعلان جمهوريات الاتحاد السوفييتي استقلالها، وما هي إلا أسابيع حتى صدرت شهادة وفاة الاتحاد السوفييتي في أعياد الميلاد عام 1991.
وكان الحزب الشيوعي السوفييتي قد تأسس عام 1883 اي قبل 34 سنة من قيام الاتحاد السوفييتي إثر الثورة البلشفية عام 1917 وظلّ يحكم جمهوريات الاتحاد السوفييتي لعقود من الزمن وبلغ عدد أعضائه عام 1989 قرابة العشرين مليون عضو.
إلا أن السنين اللاحقة شهدت عودة الحزب الشيوعي في روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي ونجح في الدخول مجددا في الحياة السياسية ودوائر صنع القرار مجدداً ولكنه حرص على تبني مبادئ وخطط هي أقرب الى ما كان يسميه الشيوعيون السوفيت سابقاً الديمقراطية البرجوازية.