في مثل هذا اليوم التاسع عشر من شهر أيلول/سبتمبر من عام 1985، زلزلت الأرض تحت أقدام المكسيكيين في مدينة مكسيكو وسقط أكثر من خمسة آلاف قتيل تحت أنقاض غابات الاسمنت في المدينة التي تعتبر واحدة من أكبر مدن قارة أميركا الشمالية.
بلغت قوة الزلزال 8 درجات ولم تهدأ الأرض بعد الزلزال المزلزل بل أرسلت سلسلة هزات ارتدادية كان أولها في اليوم التالي وبلغت قوته 7.5 درجة، مما زاد الطين بلة ورفع حجم الدمار وزاد عدد الوفيات والجرحى الذين غصت بهم مستشفيات المدينة.
وبعد أن انقشع الغبار لوحظت أموراً غريبة في المدينة، حيث وجد أن الأبنية التي تراوح ارتفاعها بين طابق واحد وخمسة طوابق بالكاد تأثرت وخرجت من الزلزال سليمة تقريبا ونفس الشيء انطبق على الأبنية التي زاد ارتفاعها عن خمسة عشر طابقاً.
أما الأبنية التي تراوح ارتفاعها بين خمسة وخمسة عشر طابقا فقد تلقت القسط الأعظم من الدمار والخراب، الأمر الذي أدى لبروز دعاوى لفتح تحقيقات واسعة عن مواصفات مقاومة الزلازل في المباني والتي أقرتها الحكومة المكسيكية بعد زلزالي 1957 و 1979.
إلا أن الخبراء أكدّوا أن كل المواصفات والتوصيات والاحتياطات التي أقرت لم تكن لمواجهة زلزال بقوة هذا الذي ضرب البلاد، ولم يتوقع أحد أن يضرب زلزال بهذه القوة، وأجمعوا على أن المواصفات التي أقرت لم تكن لتحمي المدينة من الدمار الذي حلّ بها.
ورغم مرور قرابة أربعة عقود على الزلزال هناك من يرى أن الحصيلة النهائية والصحيحة للقتلى لم تعلن بعد، وأن الحكومة تعمدت إحصاء أولئك الذين انتشلت جثثهم فقط وأهملت المفقودين، وتصر بعض منظمات المجتمع المدني أن حصيلة القتلى تتجاوز العشرة آلاف.
