الأحد, يوليو 27, 2025
Google search engine
الرئيسيةحدث بالأمسكانون 1-ديسمبرالعدوان على العراق.. عملية ثعلب الصحراء

العدوان على العراق.. عملية ثعلب الصحراء

16 كانون الأول/ديسمبر 1998

شهدت العاصمة العراقية بغداد في مثل هذا اليوم السادس عشر من كانون الثاني/ديسمبر عام 1998 عدواناً أمريكيأً-بريطانياً جديدأً، تعرضت خلاله عاصمة الرشيد لقصف صاروخي مركز كان الأكبر منذ حرب الخليج عام 1991 وأصابت نيران الصواريخ مناطق سكنية بغدادية وسقط شهداء مدنيون كان أبرزهم الرسامة المعروفة ليلى العطار التي سوي بيتها بالأرض بصاروخ أميركي.

أطلق الأميركيون والبريطانيون على العملية اسم “ثعلب الصحراء” واستخدمت فيها ناقلات الطائرات والقوات الجوية وبلغ عدد صواريخ كروز التي أطلقت على العراق في تلك العملية أربعمائة وخمسة عشر (415) صاروخاً وستمائة قنبلة استهدفت سبعة وتسعين هدفاً بحسب الجهات الأميركية والبريطانية.

ورغم سقوط عشرات المدنيين العراقيين قتلى لم تتوقف عمليات القصف التي سبقها سحب غير مفهوم لفرق التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي كانت تجوب العراق بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل التي أصرّ الغرب على وجودها لدى حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

كان التوتر بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية قد اصبح حالة دائمة بعد أن ظلت الولايات المتحدة ترفض بشدة و لسنين طويلة أي إزالة أو تخفيف للحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق منذ عام 1990 بعد غزوه للكويت، وأصرت أن ينفذ العراق كافة قرارات مجلس الأمن و بالطريقة التي تراها هي مناسبة وليس طبقاً للقانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين أعضاء المجتمع الدولي.

منزل الرسامة العراقية ليلى العطار بعد إصابته بصاروخ أميركي

أصر العراق على أنه قد نفذ أكثر من 90% من التزاماته إن لم تكن جميعها، وكان العراقيون يطالبون بأن يكافئوا على هذا كي يتسنى لهم الوصول إلى التطبيق الكامل. وكانت وجهة النظر العراقية قد حازت على تأييد الكثير من الأطراف الدولية المؤثرة آنذاك، وبرزت مطالب دولية بهذا الاتجاه وأصطلح على ذلك في أروقة الأمم المتحدة بضرورة “رؤية العراق لضوء في نهاية النفق”.

ورغم الجهود التي بذلت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في احتواء الأزمة، إلا أن رئيس فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة السفير الاسترالي ريتشارد بتلر سحب فريق المفتشين فجأة من بغداد قبل يومين من القصف وقدم تقريره عن تعاون السلطات العراقية مع فريقه و التي وصفها بالسيئة، الأمر الذي أثار استياءا عراقيا وعربيا ودوليا.

أما الأمم المتحدة فقد أبدت انزعاجها من تصرف بتلر حيث أنه لم يكن مخولاً بذلك التصرف إلا بعد استئذان الأمم المتحدة، وتساءلت صحيفة واشنطن بوست حول تصرف بتلر قائلة “هل يعمل بتلر فعلا مع الأمم المتحدة، أم مع جهة أخرى ؟”.

أثار القصف استياءا عربيا واسعا وخرجت تظاهرات عارمة في عدد من المدن العربية احتجاجا على القصف الأمريكي – البريطاني للعراق، بالإضافة لتعبير العديد من دول العالم عن انزعاجها من الطريقة التي تصرفت بها واشنطن و إعطائها نفسها الحق بإطلاق يدها في أي موضوع تريد بدون عمل إعتبار لأي بلد أو منظمة دولية.

برّرَ الرئيس الأمريكي بِل كلنتون القصف بأنه محاولة للحد من قدرة العراق على تصنيع أسلحة الدمار الشامل وردَّ العراق حينها بالقول بأنه لو كان هناك أي مخازن للأسلحة الكيمياوية أو البيولوجية لأحدث قصفها أثارا واضحة لا يمكن أن تخفى على أحد.

سياسيا، أعلن العراق بأن لا عودة لمفتشي الأمم المتحدة إلى العراق، وقال أن عملية ثعلب الصحراء بالإضافة إلى قتلها عشرات المدنيين العراقيين فقد قتلت أيضا عمل لجان التفتيش التابعة للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات