الأربعاء, سبتمبر 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةحدث بالأمسكانون 2-ينايرالقرار 607.. علامة فارقة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية

القرار 607.. علامة فارقة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية

05 كانون الثاني/يناير 1988

شهد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من عام 1988 امتناع الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة عن استخدام حق النقض (الفيتو) لنصرة إسرائيل في المحفل الدولي.

كانت الضفة الغربية المحتلة في ذلك الوقت تغلي تحت أقدام الشباب الفلسطيني الذي أطلق “انتفاضة الحجارة” عام 1987 والتي سرعان ما صارت محطة ومفترق طريق في تاريخ النضال الإنساني ضد الاحتلال.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أمعنت في استهداف المدنيين الفلسطينيين وصمّت آذانها عن النداءات التي طالبتها باحترام القانون الدولي الذي ينص على حماية المدنيين في أوقات الصراع.

وبعد أن استنفذ المجتمع الدولي كافة السبل السلمية والدبلوماسية في إقناع الإسرائيليين بعدم إيذاء المدنيين ووقف تهجيرهم من ديارهم، صدر القرار الدولي رقم 607 الذي أدان إسرائيل.

صدر القرار بإجماع كامل أعضاء مجلس الأمن الدولي وامتنعت الولايات المتحدة لأول مرة عن استخدام حق النقض الفيتو في حادثة نادرة في تاريخ الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

رسم يخلد رامي الحجارة الفلسطيني بريشة الفنان البرازيلي كارلوس لطوف

وقد جاء القرار 607 بعد فترة توتر شديد في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية عقب فضيحة إيران-كونترا التي كشفت عن تعاون ثلاثي أميركي-إسرائيلي-إيراني في ثمانينات القرن الماضي.

وعزا جورج بوش نائب الرئيس الأمريكي صدور القرار 607 إلى الاحباط الشديد الذي أصاب إدارة الرئيس رونالد ريغان جراء استمرار الحكومة الاسرائيلية في سياسة القمع التي عرفت بسياسة “القبضة الحديدية” والتي أحرجت واشنطن أمام الرأي العام الدولي.

يذكر أن العام 1956 شهد أول خلاف بين الحليفين التاريخيين أثناء العدوان الثلاثي على مصر حين هدد الرئيس الأمريكي ديويت آيزنهاور بقطع المساعدات الاقتصادية عن تل أبيب إذا لم تسحب قواتها من السويس.

أما الخلاف الثاني بين الحليفين فقد كانت أثناء حرب أكتوبر عام 1973 وذلك عندما وجه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون تحذيراً لرئيسة الوزراء الاسرائيلية غولدا مائير التي هددت بقطع إمدادات الغذاء والمياه عن عشرين ألف جندي مصري حاصرهم الجيش الإسرائيلي.

وفي عام 1975 وبسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة في مفاوضات انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء أعلن الرئيس الأمريكي جيرالد فورد اعادة تقييم السياسة الامريكية في الشرق الأوسط وتجميد الطلب الإسرائيلي لمزيد من المساعدات الأمريكية.

قال فورد في برقية للحكومة الإسرائيلية “أود أن أعبر عن خيبة أملي من أسلوب إسرائيل في المفاوضات”.. “إن التكتيكات الإسرائيلية قد أحبطت المصريين وأثارت جنوني إلى أبعد الحدود”.

ولكن وقبل أن ينقضي عام على تلك التصريحات عادت المياه إلى مجاريها والتقى الرئيس فورد ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في واشنطن عام 76 وخلال اللقاء أكد الرئيس الأمريكي استمرار دعم بلاده للاقتصاد الإسرائيلي وجدد التزامها بضمان أمن إسرائيل.

أما المرة الرابعة التي رفعت فيها واشنطن صوتها ضد تل أبيب تحت ضغوط المجتمع الدولي فقد كانت في عام 1982 عندما بلغ حصار القوات الاسرائيلية لبيروت أشد مراحله ووقتها عبّر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان عن قلقه من السياسة العدوانية التي تمارسها حكومة مناحيم بيغن تجاه لبنان.

ولكن الولايات المتحدة سرعان ما تجاوزت هذا القلق وصوتت في عام 1985 ضد قرار الأمم المتحدة بإدانة الحكومة الاسرائيلية بسبب حربها على جنوب لبنان.

التوتر التالي كان في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حكم بين 2008 و 2016، عندما عارضت إدارته سياسة التوسع في القدس الشرقية وابتلاع الأحياء العربية فيها، إلا أن ذلك التوتر لم يصل لحد إدانة إسرائيل حيث استخدمت واشنطن حق النقض ضد قرار يدين إسرائيل عام 2011.

جدير بالذكر، فقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض لمنع إدانة تل أبيب في مجلس الأمن الدولي 46 مرة منذ إعلان إسرائيل عام 1948.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات