وصلت الاحتجاجات المعارضة لانتشار الأسلحة النووية إلى مرحلة متقدمة ونقلة نوعية في مثل هذا اليوم الأول من نيسان/أبريل من عام 1983 بتشكيل ما عرف اصطلاحا باسم “سلسلة غرينهام البشرية”.
بدأت القصة على شكل احتجاجات مناهضة للأسلحة حول قاعدة غرينهام العسكرية في بيركشاير ببريطانيا عام 1981 عندما وصل إلى هناك 250 سيدة من ويلز (إحدى البلدان الأربعة المكونة لبريطانيا الكبرى) ونفذن احتجاجً مفتوحا أمام القاعدة اعتراضاً على موافقة الحكومة البريطانية على تخزين صواريخ بالستية في الموقع.
وفي أيلول/سبتمبر 1981 قامت 36 امرأة من المعتصمات بتقييد أنفسهن بالسلاسل بسور القاعدة للاحتجاج على انتشار الأسلحة النووية ومرة أخرى تعرض الكثير منهن للاعتقال واستمرت الأوضاع سجالا بينهن وبين السلطات حتى اتخذن قرارا يعد تحولا نوعيا في عملهن الاحتجاجي.
اتخذت النساء الويلزيات قراراً بتحويل الاحتجاجات إلى اعتصام وبدأن بالمبيت في مواقعهن حول قاعدة غرينهام وهو ما أدى إلى ذياع صيت ما كن يقمن به وبدأ نشاطاتهن تجتذب أسماءاً كبيرة في السياسة والفن والاقتصاد وأصبح الاعتصام شعبيا حتى بلغ ذروته في مثل هذا اليوم من عام 1983.

اصطف مايقرب من 70 ألف شخص من الناشطين في مجال مكافحة انتشار النووية على شكل سلسلة بشرية بلغ طولها أربعة عشر ميلاً ليعلنوا رفضهم لما سموه “تدمير بيئة الأرض بالتهافت المحموم على تطوير الأسلحة النووية”.
تجمع الحشد البشري في موقع مقترح لانشاء قاعدة للأسلحة النووية بالقرب من غرينهام في مقاطعة بيركشاير البريطانية، ووصل مد الجدار البشري إلى قاعدة جوية قريبة وسد مدخلها مما أدى لتدفق عناصر الشرطة لموقع الحدث واعتقال مائتي شخص.
ورغم أن الاحتجاجات التي استمرت قرابة عقد من الزمان تكللت بتفريغ الصواريخ البالستية من قاعدة غرينهام بموجب “معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى” التي وقعت بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة عام 1987، إلا أن الاعتصام استمر للاحتجاج على نشاطات عسكرية أخرى للحكومة البريطانية والقوى الكبرى.
استمرت النشاطات المعادية لأسلحة الدمار الشامل بشكل عام في الموقع طوال عقدي الثمانينات والتسعينات وكان عدد المعتصمين يزداد باضطراد، حتى جاء عام 2000 ليشهد إسدال الستار على النشاطات الاحتجاجية في قاعدة غرينهام وتحولها لموقع تاريخي يرمز للسلام وصون الحياة البشرية.